الشركات التي تتكيف مع ثورة الذكاء الاصطناعي
وقال آرت زيل، الرئيس التنفيذي لمجموعة DHI، التي تمتلك منصة توظيف التكنولوجيا Dice: “تعمل هذه الشركات بشكل عام على تقليص عدد الموظفين المرتبطين بخطوط الإنتاج أو الأقسام غير الناجحة لإعادة تنظيم نفسها لصالح الذكاء الاصطناعي”. وشدد زيلي على أن تخفيضات الوظائف في شهر يناير/كانون الثاني هذا العام أقل بكثير من تلك التي كانت في العام السابق، مما يشير إلى أنها ليست مثيرة للقلق كما كانت من قبل. بينما يستخدم المسؤولون التنفيذيون في الشركة مصطلحات مختلفة لنقل رسالة تقليص الحجم إلى الموظفين والمستثمرين، يظل الموضوع الأساسي كما هو – فهم يسعون جاهدين لمزيد من التركيز.
صرح الرئيس التنفيذي لشركة Microsoft Gaming، فيل سبنسر، أن تسريح العمال كان جزءًا من “خطة تنفيذ” أكبر تهدف إلى تقليل “مجالات التداخل”. حدثت هذه الإجراءات بعد ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أشهر من استحواذ Microsoft على Activision Blizzard. أعربت SAP عن أن جهود إعادة الهيكلة تهدف إلى تعزيز “تركيزها على مجالات النمو الاستراتيجي الرئيسية، وخاصة الذكاء الاصطناعي للأعمال”.
أبلغ ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة Alphabet، الموظفين في مذكرة بعنوان “أولويات 2024 والعام المقبل” أن الشركة لديها أهداف طموحة وستستثمر في أولوياتها الرئيسية هذا العام. واعترف بضرورة اتخاذ “خيارات صعبة” لخلق القدرة اللازمة لهذه الاستثمارات. وبالمثل، أكد بوب كاريجان، الرئيس التنفيذي لوحدة Audible في أمازون، على حاجة الشركة إلى أن تصبح أصغر حجمًا وأكثر كفاءة من أجل تحقيق الازدهار في المستقبل المنظور.
سلط نايجل فاز، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات Publicis Sapient، الضوء على احتمالية استفادة بعض الشركات من النجاحات التي حققتها Meta وSalesforce من خلال إجراءات خفض التكاليف الكبيرة في العام الماضي. قامت Salesforce بتقليص قوتها العاملة بنحو 10% في يناير 2023، مما أدى إلى تضاعف أسهمها تقريبًا لهذا العام وهو أفضل أداء لها منذ عام 2009. بعد إعلان Meta عن التخفيضات، شهدت أسهم الشركة عامها الأكثر نجاحًا منذ ظهور فيسبوك لأول مرة في بورصة ناسداك في عام 2012. علق فاز قائلاً: “أنا أعتبر Meta وSalesforce مجرد مثالين للشركات التي تحتاج إلى محفز، وبمجرد حصولهم على هذا المحفز، أظهروا ما يحدث عندما تتصرف بشكل حاسم بشأن أشياء ربما كنت تعلم أنه من الضروري القيام بها.”
أعلنت شركة Paramount، وهي علامة تجارية إعلامية بارزة، مؤخرًا عن تخفيضات في الوظائف، حيث صرح الرئيس التنفيذي بوب باكيش بأن الشركة بحاجة إلى العمل بشكل أكثر مرونة وتقليل النفقات. ولا يقتصر تخفيض الوظائف على قطاع التكنولوجيا، حيث تعمل مجموعة من الشركات ــ الكبيرة والصغيرة، التي تغطي أسواق المستهلكين والشركات ــ على إلغاء الوظائف. تركز الشركات الكبيرة المتداولة علنًا بشكل خاص على الربحية والهوامش وخفض التكلفة، وفقًا لتيم هربرت، كبير مسؤولي الأبحاث في CompTIA، وهي منظمة تتبع اتجاهات قطاع التكنولوجيا.
ومع ذلك، أشار هربرت إلى أن هناك قاعدة واسعة من شركات التكنولوجيا الصغيرة والمتوسطة الحجم في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفي بعض الحالات، يتحمل المقاولون والمستقلون والعمال الأجانب وطأة هذه التخفيضات. ومع ذلك، فقد نصح، مثل زيلي، بعدم المبالغة في تفسير نشاط شهر يناير، نظرًا لتعقيد البيانات ودقتها. وحذر هربرت قائلاً: “نحن بحاجة إلى توخي الحذر وعدم التركيز بشكل مفرط على بيانات شهر أو شهرين فقط”.
بينما ينتظر المستثمرون إعلانات أرباح التكنولوجيا الأسبوع المقبل، والتي ستوفر صورة أوضح لتوقعات الأعمال والإنفاق الاستهلاكي على المدى القريب، فإن تقارير الاقتصاد الكلي الأخيرة توفر بعض الأسباب للتفاؤل. كشف تقرير وزارة التجارة يوم الخميس أن الاقتصاد نما بشكل أسرع من المتوقع في الربع الرابع، بينما انخفض التضخم خلال نفس الفترة. ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي قدره 3.3% في هذا الربع، متجاوزًا تقديرات وول ستريت البالغة 2%. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 2.7% على أساس سنوي، بانخفاض عن الارتفاع البالغ 5.9% المسجل قبل عام. ورأى المستثمرون أن هذه الأرقام الإيجابية قد تؤدي إلى تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في عام 2024، بعد قيام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة 11 مرة خلال العامين الماضيين لمكافحة التضخم.
أعرب نايجل فاز عن التفاؤل الذي يتقاسمه العديد من قادة الشركات، الذين يتوقعون انخفاضًا ملموسًا في التضخم بالتزامن مع عودة الإنفاق عبر العديد من القطاعات.